الإقتراح الأوّل:
التشبثّ بالرجاء، إذ إنّه إبداعي
"آمَنَ (إبراهيم) راجِيًا على غَيرِ رَجاء فأصَبَحَ أَ بًا لِعَدَدٍ كَبيرٍ مِنَ الأُمَمِ " (روما 4 ، 18)
"هذا الرجاء هو لنا كمرساة للنفس، وهو أكيد وثابت" (عبرانيين ٦ : ٦٦)
من لا يقبل ملكوت الله مثل ولد فلن يدخله (لوقا، 18 ، 17)
في حالة عدم الاستقرار التي نعيشها في عالمنا اليوم، نحن في حيرة من العنف والمعاناة والظلم. الخليقة تئنّ مجتمعة، كما لو أنّها كانت تمرّ بآلام المخاض. والروح القدس يئنّ أيضًا، لكنّه الدعم لرجائنا (راجع روما 8 ، 22 و 26) . إذًا، ما يسعنا فعله؟
الإيمان هو مجرّد ثقة بالله. فهو لا يعطينا أجوبة جاهزة ولكنه يحول دون أن يشلّنا الخوف أو الإحباط. وهو يُلزمنا ويضعنا على الطريق الصحيح. ومن خلاله نعي أنّ الإنجيل يوسّع أفقًا من الرجاء أبعد من كلّ رجاء.
وليس هذا الرجاء تفاؤلاً سهلاً يتجاهل الواقع إنما مرساة ملقية في بحر الله. وهو خلاّق. هذا وقد وُجِدت علامات على هذا الرجاء في الأماكن الأكثر انعدامًا للأمل من الأرض.
فلنجرؤ على الإيمان بوجود الروح القدس في قلوبنا وفي العالم. ولنعتمد عليه حتى ولو كان غير مرئي.
ليبقَ إيماننا بسيطًا على صورة ثقة الأولاد! لا يتعلّق الأمر بتقليل محتوى هذا الإيمان إنّما بالتركيز على المحور ألا وهو محبة الله للبشرية ولجميع خلقه. وهذه المحبة موجودة في الكتاب المقدّس منذ سفر التكوين وصولاً إلى العقبات وحتّى إلى خيانة الإنسان. الله لا يملّ من محبّته لنا: لعلّ هذه الرسالة تبقي لدينا الرجاء!
لكي نفهم هذه الرسالة، نحن والمقربون إلينا، نجتمع في معظم الأحيان للصلاة سويًا. وليجعلنا جمال هذه الصلاة البسيط نُدرك بحواسنا انعكاسات سرّ الله ويقودنا إلى لقاء شخصي معه.
الإقتراح الثاني:
تبسيط حياتنا لمشاركة الآخرين
يقول لنا يسوع: "إنني وديع ومتواضع القلب". (متّى 11 ، 29)
"مجّانًا أخذتم، مجّانًا أعطوا". (متّى 10 ، 8)
قال يسوع لرجل غنيّ: "إذهب وبع كل ما تملك وأعطِ أموالك للفقراء... ثمّ تعال واتبعني!"
(متّى، 19 ، 21)
يؤدي التهافت إلى كسب الأموال وتحقيق النجاح والجشع إلى ظلم وكذلك إلى إحباط. لذا، علينا تنمية روح المشاركة كما هو وارد في الإنجيل: وهنا نجد أحد طرق الرجاء لنشقّها اليوم.
يشكّل اختيار حياة بسيطة مصدرًا للحرية والفرح. ويكون الوجود بسيطًا، فيما تشكّل البساطة نصاعة القلب
ويكون الوجود بسيطًا، فيما تشكّل البساطة نصاعة القلب. وإذ لا تكون البساطة ساذجة، ترفض الارتياب، وهي نقيض الازدواجية. وهي تسمح بالتحاور من دون خوف مع كلّ شخص نتواجد معه، وحياة يسوع خير دليل على هذا الأمر.
في حياتنا المادية، فلنتبع تبسيطًا مستمرًا، إذ سيُلهمنا بالقيام ببادرات مشاركة في مواجهة المعاناة الإنسانية وإذلال الفقر والظلم ومحن المهاجرين والصراعات في العالم أجمع...
لندعم بعضنا بعضًا لكي نوجد بشجاعة بوادر رجاء في أحيائنا ومكان عملنا ومدارسنا، وضمن التزام اجتماعي أو بيئي…
فلنسعَ من خلال عيش حياة بسيطة وغير متكلّفة أن نكون في أتمّ وفاق مع العالم، مساهمين بالتالي في مكافحة الكوارث البيئية والاحتباس الحراري. ولا تدخل هذه المعركة ضمن مسؤولية حكّام الشعب فحسب إنمّا أيضًا من مسؤوليتنا جميعًا إذ يمكننا أن نستهلك أكثر على الصعيد المحلّي، واستخدام المزيد من وسائل النقل العام...
لنُجِب بشكل تام عن السؤال التالي: هل أنا مستعدّ لاتّباع المسيح الوديع والمتواضع القلب على الدوام، من خلال اختيار
الانتماء إليه عبر بساطة نعم، بروح مجّانية؟
الإقتراح الثالث:
التواجد سويًا لكي تنكشف دينامية الإنجيل
وكانوا كلّ يوم يواظبون في الهيكل بنفس واحدة، وإذ هم يكسرون الخبز في البيوت كانوا يتناولون
الطعام بابتهاج وببساطة قلب. (أعمال الرسل 2 ، 46)
فأنواع مواهب موجودة ولكنّ الروح واحد وأنواع خِدَمٍ موجودة ولكنّ الرب واحد
(الرسالة الأولى إلى الكورنثيّين 12 ، 4 - 5)
لا تنسوا إضافة الغرباء، لأنّ بها أضافَ أناسٌ ملائكة وهم لا يدرون
(الرسالة إلى العبرانيين 13،2)
يُخبر الكتاب المقدّس كيف أنّ شخصين مختلفين تمامًا ألا وهما بطرس وكورنيليوس اكتشفا فقط من خلال لقائهما حقيقة لا يعرفها واحدهما عن الثاني. وترتب عليهما أن يكونا معًا ليعيا أن الروح القدس قادر على عبور الحدود والجمع بين شخصين كانا يخالان نفسيهما غريبين. ولا تتكشّف دينامية الإنجيل إلا عندما نكون سويًّا (قراءة الفصلين 10 و 11 من أعمال الرسل).
عندما ينقسم المسيحيون ما بين مذاهبهم أو داخل الكنيسة عينها، تكون الرسالة في الإنجيل مبهمة. أسنتمكّن من السير معًا من دون أن تفصلنا خلافاتنا؟ فلو كنّا، كمسيحيين، نعلم كيف نظهر إمكانية حصول الوحدة في التنوّع، لساعدنا الإنسانية على أن تكون عائلة موحّدة أكثر.
المسيح يجمع في جماعة واحدة رجالاً ونساء، أولادًا وكهولاً على اختلاف مشاربهم ولغاتهم وثقافاتهم، وحتّى أممًا متنازعة بحكم التاريخ. فلنسعَ إذًا إلى إظهار إشارات بسيطة على ذلك أينما وُجدنا.
من أجل أن تحيا، كلّ جماعة مدعوّة لتخرج من محوريّتها. ولنطوّر موقف حسن الوفادة إزاء المسيحيين الذين يملكون خيار?%A